دعاة الكتابة العربيه بالاحرف اللاتينيه و خطر الفرانكو راب علي الكتابه العربيه
المقدمة
فما أهوَى سِوَى لغةٍ سَقَتْها
قريشٌ من براعتِها شِهَادًا
وطوَّقَها كتابُ الله مجدًا
وزادَ سَنَا بلاغتها اتِّقادًا
انها اللغة العربية الفصحى و حروفها وتشكيلها وكتابتها التي مع تطور الحضارة وتقارب الشعوب والعالم من بعضهم وغزو الغرب للعرب في انحاء العالم بدأ بانحدار تعلم هذه اللغة بل واستبدالها باللغة الاتينيه حتى بين العالم العربي وبعضهم لاسيما في شيكات التزاصل الاحتماعي والرسائل النصية القصيرة والدردشه والشات فاستبدلوا معظمهم لحروف اللغة العربية باللغة الاتينية المعروف بالفرانكو راب ، وعلى المدى القصير سنلاحظ خطورة هذه الظاهرة الكبيرة من محو للفصحى وتلاشى تراث العربي واصوله وضياع الامه العربية وفقد هويتها وجهلها لتاريخها ودينها لضعف الكتابة العربية واللغة العربية وقلة معرفة قواعد النحو والصرف ومرادف الكلمات والمعاني ، بل فقط معرفتهم الجيدة بالحروف والارقام اللاتينيه واستبدالها بالعربيه المعروف بالفرانكو وهذا خطر يجب ملجهتخ والتصدي له لانه غزو بدون اسلحة وحروب ان غزو فكري .
يقول الفاروقُ عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه -: "تعلَّموا العربيةَ؛ فإنها تُنبِتُ العقلَ، وتزيدُ المُروءةَ".
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "اللغةُ العربيةُ من الدين، ومعرفتُها فرضٌ واجبٌ؛ فإن فهمَ الكتاب والسنة فرضٌ، ولا يُفهمُ إلا بفهم اللغةِ العربية، وما لا يتمُّ الواجبُ إلا به فهو واجبٌ".
حفِظَ الله لغتَنا من كل مكروه، وحيَّا اللهُ أهلَها وذوِيها، وأبقاهم لها ذُخرًا يصُونون عِرضَها، ويحفَظون أرضَها، ويسترِدُّون قرضَها، ويجمَعون شتاتَها، ويُحيُون مواتَها، إنه جوادٌ كريمٌ.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[إبراهيم: 4
مع الحضارة الثقافيه والفكرية في الحياة داىما مستمرة ويفرض لنا واقعا جديدا في جميع المجالات من اهمها تطور التكنولوجيا وشبكة التواصل الاجتماعي . هل سيأثر ذلك على اللغة العربية بالرغم من قدمها واوصولها ؟
ما هو الفرانكو راب ومع علاقته باللغة العربيه وتأثيره؟
وعلينا معرفة اللغة الاتينيه لعلاقتها بالفرانكو والحروف وخطورة هذه الظاهرة
اللغة العربية والكتابة العربية
هي اكثر لغات العالم المعروفه المنتشرة يتكلم بها اكثر من 400 مليون شخص ، ويتوزعون في العالم العربي اسيا وافريقيا وايضا ايران ومالي وتشاد وتركيا والسنغل وغيرها .
فهي احد الفروع واكبرها من اللغات السامية كالعبرية والامهرية لتعدد مفرداتها وطرق كتابتها اللغة العربية لها الكثير من المميزات والخصائص ولابد من معرفتها ونتطرق لها : من خصاىصها انها لغة منذ القدم تكلم بها اسماعيل عليه السلام ، كما استدل بها الاب ( استانس ماري ) على قدم اللغة العربية والالتهاب من ايوب عليه السلام وذلك لما فيه من عبارات وكلمات وكناية وتطبيقات واستعارة لا تعرف الاّ في اللغة العربية الفصحى ، كما استدل الجاحظ على قدم اللغة العربية من اشعار وقصائد العرب والأحزان والقافية .
اذا هو ثمرة قرون طويلة وإصالة عربية عريقة شهدتها اللغة العربية .
ايضا اللغة العربية ارتبطت بالاسلام ارتباطا وثيقة لان القرآن الكريم نزل وحيه على الرسول محمد صلّ الله عليه وسلم باللغة العربية .
ايضا من خصاىص اللغة العربية انها لغة ثلاثية الالفاظ اللغوية ، اعتمدوا العرب ألفاظك على ثلاثية الحروف مع اختلاف التشكيل وبالتالي سهولة في النطق و الايصال للمجتمع مع خفتها واجازه.
هي ايضا اختصار للوقت والجهد لنا تتميز بها اللغة العربيه من سمات بليغ ، فلها القدرة على التحالف مما نتج عنها معاني كثيرة جدا وبالتالي ظهر الشعراء والثراء لانه اللغة العربيه قادرة على التوليد واشتياق الكلمات لاكثر من معنى مع مرونة اللغة العربيه بمفرد الدلالة على المعاني بكلمات اخرى ، كل هذا تنفرد بها اللغة العربيه دون اي لغة اخرى فليس لها نظير .
اذا اللغة العربية غنية بنفسها في كل ما يحتاجه الانسان للكلام والنطق ويمكن الاستغناء عن جميع الالفاظ الاعجمية التي دخلت عليها .
طرق الكتابة العربي ورسم الكلمات
لدى اللغة العربية طرق كثيرة وتنوع عديد في رسم الكتابة نتيجة تعدد ومكرونة حروف اللغة العربية واختلاف انسيبابها واشكالها ، والاهم في الكتابة هي سهولة قرائتها وكتبتها مع الجمال والتناسق ، حيث افضل الخطوط هي مايدخل قراءتها .
من انواع الخطوط العربية التي لا حصر لها في العدد : الأندلسي، المائل ، المحدد، النسخ، الرقعه، الكوفي، الشامي ، الملعب، التواقيع ، الزنبور ، المنشور ، الريحاني ، الجليل ، خط الطوماؤ ، الاجازه ، الديواني والوسام
ولكن الجدير بالذكر هو ان هناك فرق شاسع بين الكتابة والخط العربي ، فالخط العربي ابتكره المسلمون العرب وتصورها فيه وتنوعوا في كتابته
اما اسباب ظهور الخط العربي وتنوعه وانتشار:
ذلك بسبب شعر العرب للغة مكتوبة وخوف المسلمين على القرآن الكريم فجروا على كتابته.
احتياج الانسان ليسجل تراث حرارته العربية الإسلامية.
بدأ ايضا تأثير اللغة العربية على كثير من اللغات
بسبب الموقع الجغرافي وانتشار الاسلام والتجارة والهجرة للعمل .
وكان هذا تأثير ملحوظ وواضح خصوصا عند انتشار العلوم والاكتشافات وسنلاحظ التأثير على اللغات الاوروبيه والبشتونية والصومالية والكردية والاسبانية والاردو والتركية ومالديف والكثير من انحاء العالم والفارسية مثل عشق وفقط ...
يوجد بعض من اللغات مازالت مستمرة في استخدام اللغة الابجدية للكتابة والرسم مثل الفارسية والتركستانية
اما بالنسبة لتأثير اللغة العربيه باللغات الاخرى فلم يأكن تأثير واضح فيما مضى برغم اختلاط المجتمعات ولكن حد بعض الاستعارة من اللغات الاخرى
اما حديثا هناك استعارات كثيرة خصوصا المكتوبة قبل المحكية ولم تكن موجوده سايقا مثال : في السياسة كالديموقراطية والايديولوجيا وفي العلوم كالفلسفة والاجهزة كالراديو وفي الاكلات كالبوظة والورق ومهرجان وطازج
.وبالرغم من التعريبالا انها تفشل غالبا فاللغة العربية اصيلة ومستمرة
اللغة العربية وكتابتها بالحروف اللاتينيه
كانت لها ثلاث طرق:
١/ المالطية وهي الفرسان والقديسه ليستخدموها في الصليب
٢/ طريقة اخترعها العرب الاندلس في القرون ١٣ عشر
٣/ عربية الشات والدردرشة وتكتب على شبكات
التواصل الاجتماعي والشات والرسائل النصية القصيرة على هواتف المحمول
اللغة اللاتينية والكتابة اللاتينه
مع مرور الزمن وتطور الحضارات والنهضة منذ اوائل القرن العشرين ظهرت اللغة اللاتينية اللتي بدأ استبدالها باللغة العربية . فما هي اللغة اللاتينية ؟
هي لغة تاريخية قديمة في التاريخ البشري فهي واحدة من اقدم لغات العالم بعد اللغة العربية ، اللغة الاتينية مرتبطة ببلاد روما والقبائل الرومانية ، ثم تحولت للغة رسمية للدولة حينيها فاصبحت لها ارتباط بالعلوم والفلسفة والادب .
بدأ اللغة اللاتينية منذ 100 عام قبل الكيلاد وهي لغة رسمية لكثير من الطقوسالدينية في الكنائس ، فهي اللغة الام التي تندرج منها لغات الغرب معظمها كالفرنسية والبرتغالية والاسبانيه وايضا الانجليزية والايطالية .
تتكون اللغة اللاتينية من ٢١ حرف صوتي .
وتدرس في الجامعات والمدارس ومازال تدريسيها مستمر خصوصا في جامعات الفاتيكان والكاثوليك في المسيحية . وتدرس ايضا في الجامعات والمدارس الامريكية والايطالية لمحاولة نشرها مرة اخرى بعد قروب اندثارها .
والجدير بالذكر ان الكتابة والحروف الانجليزية مشتقة بالكامل من اللفة والمتابة الللاتينية مع اختلاف بسيط جدا في شكل الحروف.
الكتابة العربية والكتابة اللاتينية مع الحضارة الحديثة
في الآون الاخيرة مع تكور الحضارة والنهضه والثقافة بين المجتمعات وتقارب المسافات لانتشار شبكات التواصل الاحتماعي في جميع انحاء العالم الذي سهّل التعارف والمحادثات بين الدول والشعوب ، بدأ بظهور كتابة اللغة العربية باللغة اللاتينيه ( الفرانكو راب ) لتسهيل قراءتها وهذا من اخطر المظاهر على اللغة العربية وحروفها وتاريخها بعد اقامة عدة مؤتمرات مثل المجمع اللغوي المصري عام ١٩٤٣ لاقتراح استبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينيه وهجر الفصحى لصعوبتها مع انتشار اللغة العامية واضمحلال الفصحى الذي هو لغة القرآن الكريم ولغة تراثنا العربي ، ولكن لم يتقبله احد وتم رفضه .
ايضا مصطفى كامل في تركيا استبدل الحروف الاتينيه بالحروف التركية وهي شبيه للحروف العربيه ولكن باختلافات بسيطه والفرق بينهم ان التراث الادبي والفقهي والتاريخي والفلسفي اغرز وجميعها مسجلة بالحروف العربية الفصحى
.
السلام عليكم :
Aslmo Alekom
كيف حالك :
Kaif halok
انا اسمي محمد :
Ana asmi mohammed
انا ذاهب للمدرسة الآن :
Ana thaheb ll madrasa alaan
من اهم مخاطر الفرانكو على اللغة العربية
اختفاء الفصحى وهي لغة القرآن الكريم الذي نزل وحيه على محمد صل الله عليه وسلم وبالتالي صعوبة دراسته وتفهم معانية وتدبر آياته.
سيكون هناك موقف لتراثنا العربي القديم الضخم المكتوب بالجروف العربية وبالتالي اما تركه ونسيانه اختفائه ولن تعرف عنه الاجيال القادمه ولاتدري بأصولها مما تفقد هويتها وضايعها
او اما سيترجم للغة الادارجة وسيستغرق مئات السنين والالاف المترجمين ذو كفاءة لصعوبة كلمات وحروف اللغة العربية الفصحى وقواعدها
الكتابه بالحروف الاتينيه الفرانكو واستبدالها باللغة العربية تستهلك وقت ومساحة وحروف اكثر فمثلا : محمود ستصبح mahmoud
و جملة ذهبت منال الى مدرستها ستصبح
Thabat manal ela madrasteha
ايضا سيحدث كمية لبس واحتيتر في فهم الكلام لقلة الحروف اللاتينية فتصبح حرفان او ثلاث من اللغة العربيه بحرف واحد من اللغة اللاتينية مثلا
عابد وابد والابد كلها تترجم الى
Abid
مع شيوع كتابة الفرانمو راب سيندثر التشكيل للحروف العربية التي تغير من معاني الكلمات فلن تستطيع الاجيال القادمة معرفة التشكيل والقواعد والنحو
سوف يظخر مشكلة رسم الهمزة للالف سواء كانت همزة قطع او وصل
مثل الصباح assbah
القمر alkamar
ايضا تاء التأنيث المربوطة وكيفية نكقها اذا كان بالهاء او بالتاء في اخر الجملة
ايضا مشكلة اللام القمرية واللام الشمسية وغيرها من القواعد العربية التي لا غنى عنها
وبالتالي ضعف الكتابة والقراءة والاملاء للغة العربية
واذا نظرنا الى عالمنا الان ومع انتشتر الصخف والمجلات العالمية سنجد هذه الظاهرة مثل صحيفة الشرق الاوسط في لندن Asharq_Alawsat
صحيفة الصقور السعودية Al soqour
والراي الاردنيه AlRai
ومجلة لها laha magazine
ومجلة سيدتي sayidaty
ومجلة موضه
moda magazine
اللحروف العربية اذا تم تعليمها بشكل صحيح من معلمين متمكنين وسهلوا تعليمها للاطفال ليكملوا مسيرتهم للاجيال المقبلة فستبقى اللغة العربية الفصجى كما هي بتراثنا العربي الاصيل لان المشكلة في تخلف الاجيال والمستويات المتدنية في تالتعليم والاهتمام والاوضاع الاجتماعية
وغيرها سواء كانن الكترونية ام محلية مطبوعة جميعها تظهر باللغة الاتينيه الفرانكو لكدى انتشارها الكبير
وهذا خطر لابد من ادراكه والبحث عن اللغة العربيه واسترجاعها
وغيرها من المخاطر وذهاب التاريخ العربي الاسلامي وضياع الامة
وكل هذه الاسباب تقليد العرب للغرب دون مراعاة للبيىة والمجتمع واللغة والطبقات فيما بينها.
الفرانكو خليط بين الحروف والارقام لتستوعب اللغة العربيه مثل رقم ٧ للحاء ورقم ٤ للعين ورقم ٨ للغين وهي منتشرة جدا في البلدان العربية ولكن هناك حملات توعية كثيرة للحد مم هذه الظاهرة
المراجع
الخط العربي نشأته وتطوره
2008م - 1441هـ
الكتـــــــاب :
المؤلــــــف : د. عادل الألوسي
الناشــــــــر : مكتبة الدار العربية للكتاب
علم نفسك الخطوط العربية
2015م - 1441هـ
علم نفسك الخطوط العربية
نسخ - رقعة - فارسي - ثلث - ديواني
مهدي السيد محمود
فن الترجمة - د. محمد عناني
2000م - 1441هـ
فن الترجمة
تأليف : د. محمد عناني
الشركة المصرية العالمية للنشر - لونجمان
تطور الكتابة الخطية العربيةد. محمود عباس حمودة أونلاين
كيمه لتعلم اللغه اللاتينيه
مؤلف : حسين أمير رداد
تاريخ انشاء الملفات : 29 مارس 2019
المدخل إلى اللغة اللاتينية, محمد محفل
أ ب لسان العرب في مادة (ض ود)
^ كتاب "الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها"، لأحمد بن فارس، أحد كبار أئمة العربية في القرن الرابع للهجرة، في باب الحروف.
^ المنعم النجار (العلاقة بين الضاد والظاء صوتياً وتاريخياً ولهجياً)
^ صيد الفوائد: حرف الضاد بين الخلط
^ حنا الفاخوري، تاريخ الأدب العربي. الطبعة السادسة منشورات المكتبة البولسية ص22
^ جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام
^ مناهج الفكر والبحث التاريخي والعلوم المساعدة وتحقيق المخطوطات، مع دراسة للأرشيف العثماني واللبناني والعربي والدولي. الدكتور حسّان حلاّق، دار النهضة العربية،
^ مصطفى صادق الرافعي، تاريخ آداب اللغة ج 1 ص 186
^ النزعات الأصولية في اليهودية والمسيحية والإسلام، كارين آرمسترونغ، دار الكلمة، دمشق 2005، ص.49
^ جريدة الغد: مكانة اللغة العربية في الدولة العثمانية
العملاق في اللغة اللاتينية - أمين سلامة
الاهداف
تطور اجيال تفهم في اللغة العربية الفصحى بقواعده وهجاؤه وانتشار للحفاظ على تراثه
العربي الاصيل ودينه الاسلامي .
الحد من زحف الدول الغربية الاوروبية للعالم العربي بكافة الوسائل
التمييز بين اللغة الاتينية واللغة العربية الفصحى وزيادة ثقافته ووعي الشعوب
فخر و ازدياد الثقة للاجيال بلغته العربية وتعلميه وتدريسه والتحدث به وجعله اللغة الام للعالم
السلف حرصوا حرصا شديدا على تعلم اللغة العربية ولابناىهم ويسردون لهم الاقوال المأثورة والاشعتر واراء الشعوب واللغات الاخرى وكيفية محاربتها وصدها لمحو اللغة العربية من المسلمين والعرب
فقد حرص الشيخ السديس حفظه الله على خطبة للحفاظ على اللغة العربية وكان فيها :
الحمد لله، فتقَ ألسِنةَ عباده بالبيان، وأجراها باللغة في كلِّ آنٍ وشانٍ، يصِلون بلُغاتهم إلى قِمَم الإبداع، وذروة الإفهام والإقناع، أحمدُه - سبحانه - ترادفَت نعماؤه وتوالَت نعمُه وآلاؤه.
الحمد لله حمدًا طابَ وانتشرا
على ترادُفِ جُودٍ في الوُجود سَرَى
حمدًا كثيرًا به نرقَى بجنَّته
على منابرِ أُنسٍ نبلُغُ الوَطَرَا
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بيده الملكُ والملكوت، وله الأسماءُ الحُسنى وجلالُ النُّعوت، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُ الله ورسوله طُبِع على رائقِ الكلام، وبديعِ اللفظِ والنظام، تنهالُ المعاني على فُؤادِه انهِيالاً، وتنثالُ المُفرداتُ على لسانه انثِيالاً، فحديثُه العذبُ المُصفَّى والشهدُ المُوفَّى، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه صلاةً
تندَى عبيرًا ومِسكًا سُحبُها دِيَمًا
تُمنَى بها للمُنى غاياتُها شُكرًا
تُضاحِكُ الزهرَ مسرورًا أسِرَّتُها
مُعرَّفًا عَرفُها الآصالَ والبُكَرا
أما بعد، فيا أيها المسلمون:
أطيعُوا ربَّكم واتقوه، وراقِبوه ولا تعصُوه؛ فإن التقوى خيرُ الزاد في المعاش والمعاد، ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].
ألا إن تقوى الله خيرُ مغَبَّةٍ
وأفضلُ زاد الظاعِنِ المُتحمِّلِ
ولا خيرَ في طولِ الحياةِ وعيشِها
إذا أنت منها بالتُّقَى لم ترحَلِ
أيها المؤمنون:
المُتأمِّل في تأريخ الأمم والمُجتمعات وتعاقُب الأمجاد والحضارات يُلفِي فيها رُكنًا ركينًا، وقُطبًا من أقطابها متينًا، يُعدُّ من أهم ثوابتها وأُصولها، وسببَ نشاتها وقيامها، ذلكم هو: لسانُها ولُغتُها.
فاللغةُ تُعلِي الرفيعَ عن الوضيع، وأنَّى يُدرِكُ الضالِعُ شأوَ الضَّليع، وإننا أبناء هذه الأمة الإسلامية قد منَّ الله علينا بأفصَحِ لسانٍ، وأبلغ بيانٍ، وأفضلِ لُغةٍ لغةِ القرآن الكريم: اللغة العربية.
وإذا طلبتَ من العلومِ أجلَّها
فأجلُّها منها مُقيمُ الألسُنِ
اللغةُ العربيةُ زهرةُ التأريخ العابِقة، ومُزنةُ النور الوادِقة، وإشراقةُ الدنيا الصادقة، وشهادةُ الأجيال الناطقة، إنها المنهلُ الدَّفوقُ للعلاء والتَّمكين، والبيانُ والتبيينُ للنورِ والحقِّ المُبين، والينبوعُ الثَّرُّ الذي ترتوِي منه العقولُ الصادِية، والسِّراجُ الوهَّاجُ الذي يُضِيءُ المُجتمعاش العاشِية.
لغةٌ إذا وقعَت على أسماعنا
كانت لنا بردًا على الأكبادِ
ستظلُّ رابطةً تُؤلِّفُ بيننا
فهي الرجاءُ لناطقٍ بالضادِ
لقد كان العربُ قبل الإسلام أمَّةً مُمزَّقةَ الإهاب، مُفترسَة الجَناب، تعيشُ في يَبابٍ وتَبابٍ، ولكن جمعَتهم أواصِرُ الفصاحةِ الهُمامة، وألبَسَتهم أثوابَ المُروءةِ والشهامة، فعلى بِساط اللغةِ يجتمعون، وفي وَريفِ ظلِّها يُبدِعون، ويُبدِي كلٌّ ما في وِطابِه ويكشِفُ عما حوَى في جِرابه من نثرشها وشِعرها، ونحوِها وصَرفِها، وبلاغتها واشتِقاقِها؛ فبَين فخرٍ وهِجاءٍ، ومدحٍ ووصفٍ ورِثاءٍ يُمتِعون أسماعَ الزمان، ويُبهِجون مُقَل الأكوان بسَلسَالٍ من بديع الألحان، وعَذبِ الكلماتِ الحِسان. فاللغةُ كانت نبعًا ثَرًّا يُؤلِّفُ بين قبائل العربِ في مجالسِهم ومُنتدياتهم.
سرَت كالمُزنِ يُحيِي كلَّ أرضٍ
ويُبهِجُها سُهولاً أو وِهادًا
وما للهجةِ الفُصحَى فَخارٌ
إذا لم تملأِ الدُّنيا رشادًا
إخوة الإيمان:
إن اللغةَ العربيةَ الشريفةَ لها حقٌّ علينا حقيقٌ؛ فمن بعضِ حقِّها:
أن نبُلَّها ببِلالِها، وأن نرعَى قدرَها في كلِّ منسوبٍ إليها، وأن نسعَى لنجدَتها كلَّما مسَّها ضُرٌّ، أو حَزَبَها أمرٌ؛ فلُغتُنا العربيةُ اليوم وفي عصر أنماط العَولَمة، وغلبَة عامِّيِّ اللهَجات، وثورة التِّقَنات، وانفجار المعلومات، وفضائيِّ القنوات والشبكات رِباعُها مجفُوَّة، وقِصاعُها مكفُوَّة، ورِقاعُها غيرُ مُلتامةٍ ولا مرفُوَّة، بعدما كانت عذبَة التغاريد، حسنةَ الألفاظِ والمفاريد، رضِيَ بها الأسلافُ في المفاخِر والمنافِحِ، وصَقَلُوا بها الأذهانَ والقرائحَ، وكانت تُرجمانًا صادقًا لكثيرٍ من الحضارات المُتعاقِبة، وكانت سببًا لتقارُب الأمم التي دخلَت في دين الله أفواجًا، فتمازَجَت أذواقُهم، وتوحَّدت مشارِبُهم، وأعلَى الدينُ شأوَها، ورفعَ شأنَها.
فما أهوَى سِوَى لغةٍ سَقَتْها
قريشٌ من براعتِها شِهَادًا
وطوَّقَها كتابُ الله مجدًا
وزادَ سَنَا بلاغتها اتِّقادًا
أمةَ الإسلام:
لقد أضحَت اللغةُ العربيةُ لدى كثيرٍ من المُسلمين في خُفُوت، ورياحُها الشذِيَّةُ العبِقةُ في هُفُوت، بما يُلِحُّ أن نُدندِنَ حول ذَيَّاك المَعينِ السَّلسَال، ونلِجَ هذا النَّميرَ المِنهالَ، لنُحيِيَ شقاشِقَ اللغةِ الهادِرة، ونعبُر دياجيرَ العُجمةِ الغامِرة، فلقد حرَبْنا العربيةَ معانِيَها اللِّطافَ، وألبسناها ثوبَ السنينَ العِجاف.
ولقد كان سلفُنا الصالحُ - رحمهم الله - يُعنَون بالعربية، ويُعاقِبون صِبيانَهم على اللَّحنِ، ويُثِيبونَهم على الفصاحَة والبيان.
يقول الفاروقُ عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه -: "تعلَّموا العربيةَ؛ فإنها تُنبِتُ العقلَ، وتزيدُ المُروءةَ".
وكبَ كاتبٌ لأبي موسى الأشعريِّ - رضي الله عنه - خطابًا لعُمر فبدأَه بقوله: "من أبو موسى"، فكتبَ إليه عُمرُ: "أن اضرِبه سَوطًا، واستبدِله بغيره".
الله أكبر، ويا لله! ما أعظمَ غيرتهم على لُغة القرآن، فلله درُّهُم.
بارك الله ولي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولكافة المسلمين من كل خطيئةٍ وإثمٍ؛ فاستغفِروه وتوبوا إليه، إنه كان حليمًا غفورًا.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/64351/#ixzz6OKGGa1Cn
سمِعَ الأعمشُ رجلاً يلحَنُ في كلامِه فقال: "من الذي يتكلَّم وقلبي منه يتألَّم".
وكان الحسنُ البصريُّ - رحمه الله - يقول: "ربما دعوتُ فلَحَنتُ فأخافُ ألا يُستجابَ لي".
وكان أيوبُ السِّختيانيُّ - رحمه الله - إذا لحَنَ استغفرَ اللهَ.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/64351/#ixzz6OKFFD6TQ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق